نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 345
الدار، كما لا يأنف منه العظيم الكبير، وإن كان نصيبه من الطاعة دون نصيب كثير ممن لا يجري مجراه في شرفه ولا يشاكله في موضعه؛ وهذه الأركان تجتمع على جميع المقالات إلّا ما لا يعدّه المتكلمون قولا وكان عندهم عارضا بهرجا.
[5- معاوية لا يستحق الإمامة]
ولم نجدهم ادعوا لمعاوية إلّا أنه كان رجلا من عرض المسلمين وصالح الطلقاء وكاتب الوحي، فقد كتبه قبله من قد علمتم: ابن أبي سرح ثمّ كان من أمره ما كان، وكتبه علي بن أبي طالب وكتبه حنظلة الكاتب الأسيديّ وكتبه زيد بن ثابت، فلم نجد أحدا جعل كتابتهم للوحي سببا الى ادّعاء شيء من مراتب الإمامة وطبقات استحقاق الخلافة.
وأمّا قولهم «خال المؤمنين» ، فأنّه إنما يكون خالا لو كان كون ام حبيبة أمّا للمؤمنين من طريق النسب لا من طريق تحريم النكاح والتعظيم لحقوق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولو كان قولهم قياسا مقبولا وتأويلا معقولا لكان أبو بكر وعمر وأبو سفيان أجدادا للمسلمين، ولكان جميع ولد أبي بكر وعمر أخوالا للمسلمين، ولكان سالم بن عبد الله ابن خال المسلمين، وهذا حمل والاحتجاج به سفه والقائل به إما ساقط العقل وإمّا ظاهر العبث.
وإن كان معاوية قد كان سكن إلى هذا القول وكان هذا القول قد قيل في تلك الأيّام، فما كان ذلك منه إلّا من خوف شديد وحاجة مفرطة؛ ولو كان للمسلمات خالا لما جاز له أن ينكحهن، وهذا رأي ساقط ومذهب فاضح.
[6- معاوية يدعي استحقاقه الامامة لأنه يطالب عليا بدم عثمان]
وليس ينبغي لمعاوية ان يحمد على ما اتّفق له من أسباب القوّة وتهيّأ له من الملك إلّا قتلة عثمان والذين صاحوا يوم قالوا: «أخرجوا لنا قتلة عثمان!» .
نام کتاب : الرسائل السياسية نویسنده : الجاحظ جلد : 1 صفحه : 345